متابعة – فوز
عدسة – قحطان سليم
سقط منتخبنا الأولمبي لكرة القدم أمام نظيره الياباني بهدفين نظيفين، في المباراة التي ضيّفها أمس (الإثنين) ملعب جاسم بن حمد في نادي السد بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن دور نصف النهائي لبطولة كأس آسيا تحت 23 بنسختها السادسة.
وسجّل الأولمبي الياباني هدفيه في الدقيقتين (28 و42) عن طريق ماو هوسويا وريوتارو أراكي، على التوالي.
وفاجأ لاعبو الأولمبي كُل من شاهدهم بأداء هزيل لا يمت بصلة إلى أهميّة المباراة المفصليّة المؤهّلة مباشرة إلى دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة في باريس 2024، حيث استسلم المنتخب تمامًا أمام محاولات “الساموراي” في تهديد مرمى حسين حسن الذي تمكّن من ردِّ بعضها، لكنه أخفق في منع كرتين داخل منطقة الجزاء نجح لاعبا اليابان في هزّ شباكه من دون عناء، لما يمتلكان من مهارة عالية وثقة بالنفس ودقة في التسديد عزّزت موقف منتخبهما في الشوط الأوّل ليغادر الملعب مطمئِنًّا لما سيجري في النصف الثاني من المباراة.
برغم التغييرات التي أجراها المدرب راضي شنيشل في الشوط الثاني، إلا أن أسلوب دفاع المنطقة الذي أتبعه الفريق المنافس المتمرّس حال دون تمكّن منتخبنا من تشكيل ضغط مستمر عليه وذلك لانخفاض مستوى لياقته البدنيّة، وعجزه عن التسجيل، كما لم نرَ أي تكتيك هجومي فاعل، ولا خط وسط متعاون ومترابط في واجباته، بل الطامة الكبرى أن خط دفاعنا بلا أمان ويمكن خرقه بمناولات سريعة من العُمق مثلما حصل مرّتين!
كشفت المباراة هذه بالذات عن هزالة الإعداد الذهني والمهاري للاعب العراقي سواء لعب في الدوري الأوروبي أم المحلي، كلاهما لم يعبّرا عن جاهزيّة المنتخب في مجابهة منتخب مثل اليابان أو رُبما إندونيسيا الذي فاجأ البطولة بهزيمته أستراليا (1-0) والأردن (4-0) والتعادل مع قطر (0-0) ثم ألحق كوريا الجنوبية بضحاياه في الدور رُبع النهائي بركلات الترجيح (11-10) بعد تعادلهما في الوقت الأصلي والإضافي (2-2) قبل أن يخسر من أوزبكستان (0-2) في الدور نصف النهائي ليواجه منتخبنا في ملعب عبدالله بن خليفة بنادي الدحيل بعد غد الخميس الثاني من أيار المقبل للمنافسة على خطف البطاقة الثالثة.
تبقى لمنتخبنا الوطني فرصة تخطّي الحاجز الإندونيسي الصعب بتحضير نفسي يحترم الفريق المنافس أوّلاً ويردّ الاعتبار للكرة العراقيّة التي تضاءل حجم الثقة لدى جمهورها بإمكانيّة صناعة جيل جديد يُدافع عن استحقاقها في المهام القاريّة بعد أن كبرت طموحات منتخبات دول صغيرة في (وسط آسيا والآسيان) لا تمتلك التأريخ الكروي الساطع خلال العقد الأخير “في الأقل” وأخذت تهدِّد فرص زعماء اللعبة وتنافس على الألقاب!