انتصار السراج
انتهت مهمّة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الأولى في نهائيّات كأس آسيا تحت 23 في قطر بنجاح.. والنجاح هنا هو الحصول على البطاقة الثالثة المؤهّلة لدورة أولمبياد باريس التي ستقام أواخر شهر تموز المقبل إن شاء الله.
لقد تحصّلنا على البطاقة في ضوء أداء مقنع وغير مقنع في نفس الوقت، في ضوء خوف وتخوّف ممّا ستؤول إليه الأيام المقبلة ومباريات الأولمبياد التي ستكون بالنسبة لنا أكثر قوّة وشراسة من مباريات البطولة الآسيوية لأننا سنلعب مع منتخبات قويّة ذات ثقل كروي على الساحة العالميّة ومن ثلاث مدارس مختلفة هي منتخبات الأرجنتين وأوكرانيا والمغرب وهي بكل تأكيد منتخبات كبيرة ولها باع كبير على مستوى العالم .
يا ترى هل أن فترة الشهرين التي تفصلنا عن الأولمبياد قادرة على اختيار نوعيّة اللاعبين الذين سيكونون قادرين على المنافسة لنيل بطاقة التأهّل للمرحلة الثانية من دورة باريس؟ وهل يستطيع الكادر التدريبي بقيادة شنيشل على قراءة المنتخبات بصورة جيّدة تمكّنهُ مع التشكيلة التي سيخرج بها لخوض تلك المباريات وتجاوزها أم لا؟ وهل أن تلك الاسماء التي مثلت المنتخب في قطر قادرة على التواجد في هكذا بطولة عالميّة كبيرة؟
هنالك الكثير من الأسئلة التي تشغل تفكير الشارع والتي تحتاج إلى إجابات وافية.
ونسأل نتوجّه للكابتن راضي شنيشل ويعلم جيّدًا أننا حصلنا على بطاقة الترشيح بجهوده المشتركة مع اللاعبين وهي جهود كبيرة ومقدّرة، لكن لا ينسى أن هنالك عدد من اللاعبين لا يمكن الاعتماد عليهم في المرحلة المقبلة لأن نوعيّة المباريات ستكون أقوى وتحتاج إلى لاعبين يمتازون بالقوة والسرعة والمهارة وبالذكاء الذي يساعدهم على تخطّي المنتخبات القويّة المتواجدة في هكذا محفل.
وبما أن الدوري مازال قائمًا لحدّ الآن فلا ضير من متابعة بقيّة المباريات واختيار لاعبين جُدد لتعزيز صفوف المنتخب الأولمبي بمواهب أخرى قادرة على دعم المهمة الأصعب في الأولمبياد.
وبالمقابل أعتقد بأن هناك متسعًا من الوقت للكشف عن لاعبين محترفين لرفد صفوف المنتخب واختيار الأصلح بينهم يستطيع اعطاء قوّة مضافة للمنتخب في استحقاقاته المقبلة وأنا على يقين بأن الكابتن راضي قد شخص مكامن القوّة والضعف في المنتخب وقادر على تغيير بعض (المراكز) التي أصبح ضعفها واضحًا للجميع.
ولابأس هنا أن نضع نقطة غاية في الأهميّة تحت أنظار المدرب بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة مهمّة ومفصليّة وأن التركيز فيها واختيار التشكيلة المثاليّة بين الشباب والخبرة مهم جدًّا، وأتمنى منك أن لا تجامل بعض اللاعبين الذين لا يستحقون التواجد في هذا المحفل الكبير كنوع من (ردّ الجميل) لهم بسبب الحصول على بطاقة التأهّل الثالثة للأولمبياد لأن اللعب مع منتخبات عالية الجودة والقوّة والمهارة يحتاج إلى نوعيّة من اللاعبين على مستوى كبير من كُل ما ذكر، وليس من حقك أن تمنح الفرصة لمن لا يستحقها في الأولمبياد بذريعة مكافأة من اسهم في التأهّل لباريس مثلما أن منحك الفرصة له بالاستمرار هو خيار مسؤول عليك إثبات صحّته!
نجدّد الثقة بالملاك التدريبي لتحقيق أماني الجماهير العراقيّة، وما رسالتنا هنا إلا لتذكيره ولاعبيه بأن الأمل كبير لتمثيل مُشرّف للعراق أنتم على قدر المسؤوليّة لحمل علم واسم بلدنا في التنافس العالمي المُرتقب.