كتب: سمير السعد
ريال مدريد يُثبت مرّة أخرى أنه فريق لا يُستهان به، حيث عاد بقوّة إلى سكّة الانتصار بعد فترة تذبذب في الأداء!
فوز الملكي على جيرونا يُعدُّ إنجازًا مهمًّا، خاصّة وأن هذا الفريق كان قد أظهر قوّته خلال الموسم الماضي أمام برشلونة بفوزه ذهابًا وإيابًا بنتيجة واحدة (2-4)! ويبدو أن ريال مدريد يسعى لإعادة ترتيب أوراقه واستعادة هيبته في المنافسة على الألقاب.
أما بالنسبة لريال بيتيس، فقد أضاع فرصة ثمينة لكسب النقاط بعد تعادله مع برشلونة، وهو ما قد يُضعف من حظوظه في المنافسة، أما برشلونة، برغم التعادل، لا يزال يعاني من تقلّب في المستوى هذا الموسم.
وربما يثار التساؤل: ما تأثير هذه النتائج على ترتيب الدوري والصراع على اللقب؟ من دون شك التأثير سيكون كبيرًا على ترتيب الدوري والصراع على اللقب، ففوز ريال مدريد على جيرونا يُرسل رسالة قويّة لبقيّة المنافسين بأن الفريق لا يزال في سباق المنافسة ويحتلّ الموقع الثامن في تسلسل وفي دائرة الأضواء إذا ما استمرّ في تحقيق النتائج الإيجابيّة، وبرغم خسارة جيرونا، يبقى أحّد الفرق القويّة هذا الموسم، وقد يكون له دور في إرباك حسابات الكبار في الجولات القادمة!
أما تعادل ريال بيتيس وبرشلونة، فقد يُعتبر نقطة إيجابيّة للفريقين من جهة، ولكنه في الوقت ذاته يعد فرصة ضائعة، خاصّة لريال بيتيس الذي كان بإمكانه استغلال تقلّب مستوى برشلونة لتحقيق الفوز، وبالنسبة لبرشلونة، التعادل يضيف المزيد من الضغوط على الفريق ومدرّبه، خصوصًا إذا ما استمرّت النتائج السلبيّة.
ترتيب الدوري يبدو أنه سيكون أكثر تقلّبًا هذا الموسم، مع وجود أكثر من فريق ينافس بجديّة على اللقب، ريال مدريد يبدو المرشّح الأقوى إذا ما استمرّ في هذا النسق التصاعدي، ولكن المنافسة تبقى مفتوحة مع احتماليّة دخول فرق أخرى في الصراع مثل أتلتيكو مدريد أو حتى جيرونا، الذي يطمح بمركزٍ متقدّم.
لهذا تبدو المنافسة هذا الموسم مثيرة للغاية، ويبدو أن الليغا ستشهد تنافسًا أقوى من المواسم الماضية، ريال مدريد، بفضل قوّته الجماعيّة ونجاحه في تحقيق الانتصارات في المباريات الصعبة، قد يكون المرشّح الأبرز للقب إذا ما استمر بهذا المستوى. كما أن استقرار أداء الفريق سيعتمد كثيرًا على جاهزيّة لاعبيه الأساسيين مثل فينيسيوس ورودريغو وخطّ الوسط المتألّق بقيادة مودريتش وامبابي كورتوا.
برشلونة، برغم التعثرات، لا يمكن استبعاده من المنافسة، لكن عليه معالجة مشاكله الدفاعيّة واستعادة الفاعليّة الهجوميّة، خاصّة مع تذبذب مستوى لاعبيه الأساسيين وإصابات بعضهم، فإذا نجح الفريق في تحسين أدائه خلال الجولات القادمة فقد يعود بقوّة ويُشكِّل تهديدًا كبيرًا لريال مدريد والفرق الأخرى.
بالنسبة للفرق الأخرى، أتلتيكو مدريد لا يزال خصمًا قويًّا، ويملك القدرة على قلب الطاولة في أي وقت، خاصّة مع التكتيكات المميّزة التي يضعها سيميوني. أما جيرونا، فقد يُفاجئ الجميع باستمرار مستواه القوي، ويُثبت أن موسمه المميّز ليس صدفة!
في النهاية، اللقب لن يُحسم إلا في الجولات الأخيرة، حيث سيعتمد الأمر على ثبات المستوى واستغلال الفرق للفرص السانحة، خاصّة في المواجهات المباشرة.
ولا يُعلَم هل أن ريال مدريد قادر على حسم اللقب مبكّرًا أم أن المفاجآت قد تُغيّر التوقعات؟