المدرب الوطني يفتقر للتدريب المتطوّر ويفتقد المعايشة الأوروبيّة!

 

متابعة – محسن التميمي

يستطيع اتحاد كرة القدم العراقي الاستعانة بمدرب أجنبي بيسرٍ، مُحمّل بالأفكار والتجارب الغنيّة بمجال تطوير المدربين الوطنيين بمحاضرات نظريّة وعمليّة وسبق له العمل بورش فنيّة في بلدان عدّة والاستفادة منه بأعلى درجة مُمكنة مثلما كانت الاتحادات السابقة تعمد للتنسيق مع اتحادات أوروبيّة لتسمية أفضل المدرّبين الخبراء لهذا الغرض.  

المدرب الوطني، يفتقر للتواصل مع التدريب المطوَّر، وهو لم يدخل في أيّة دورة تدريبيّة في ألمانيا أو إسبانيا أو إنكلترا أو هولندا منذ مدّة طويلة جدًّا، وهو أيضًا، لم يدخل في أيّة معايشة فعليّة حقيقيّة مع أي جهاز فني يعمل مع فريق أوروبي كبير وظلّ يراوح في مكانه بمعلومات لم تعد تنفعه ولا تنفع اللاعب الذي يتدرّب تحت إشرافه، وقد أصبح عُرضة للإقالة في أيّة لحظة وربّما لم يحصل على أقل من حقه في حال وصل التفاهم بينه وبين الإدارة إلى طريق مسدود!

المدرب الحازم!

المؤلم في الأمر أن أغلب الهيئات الإداريّة لم تتعامل مع أي مدرب يفرض شروطه عليها ويكون حازمًا ويرفض بشكل قاطع التدخل بشؤونه الفنيّة ولا يسمح لها باختيار اللاعبين وتوقيعهم على كشوفات الفريق من دون علمه ومثل هذا المدرب للأسف الشديد غير موجود في بلدنا!

الورش التدريبيّة المتطوّرة جدًّا، تمنح المدرب المحلّي أسلحة جديدة يحارب بها وهو لم يكن يمتلكها من قبل، والمدرب الذي يحرص على دخول هذه الورش التدريبيّة، يمكن أن يثقف ذاته فنيًّا وعلميًّا وإنسانيًّا وحتى لغويًّا ويستطيع بعد ذلك، أن يمارس التدريب بشكل علمي ويلقي المحاضرات بلغة واضحة وصريحة وسهلة وحتى يكتب على السبّورة عبارات وجُمل خالية من الأخطاء!

نعتقد جازمين، إن ثقة المدرب بذاته، تأتي من ثقته بمعلوماته ولغته وحديثه وعمليّة اقناعه وثقافته العامّة والرياضيّة معًا، فضلاً عن إجادته للغة ثانية أو ثالثة وهو يتحدّث بها بطلاقة مع اللاعبين الأجانب الموجودين مع فريقه.

اللاعب العراقي، وحتى أي لاعب آخر في مكان آخر، يخاف ويحترم ويهاب ويقدّر ويخشى المدرب قويّ المعلومة والشخصيّة والثقافة والمعرفة واللغة والحجّة، ولا يستطيع أي لاعب مهما كان نجمًا لامعًا أن يستهزئ بمثل هذا المدرب أو يتمرّد عليه أو يرفض أداء واجباته سواء في التدريب أو اللعب.

رحمة إدارات الأندية

المدرّبون المثققون المتعلّمون الذين يجيدون إدارة فرقهم بالشكل الصحيح ويشكّلون الحلقة الأقوى بعلميّتهم الرصينة يمكن صناعتهم من خلال هذه الورش أو الدورات التدريبيّة وبعكسه فإن المدرب العراقي سيبقى تحت رحمة إدارات الأندية وروابط المشجّعين ويبقى الحلقة الأضعف دائمًا وأبدًا ولا يمكنه أن يقول كلمة الفصل إلا عندما يكون ضعيفاً جدًّا وهو يخرج بأقلّ من مبلغ رُبع عقده! وليس هناك شيء يخسره ليعلن ولو بشكل متأخر جدًّا، إنه كان ضحيّة أجواء غير صحيّة كان يعيشها رغمًا عنه ويتنفس ثاني أوكسيد الكربون بدلاً من الأوكسجين، الأمر الذي يشعره بالاختناق والهروب ولم يعلم إنه السبب المباشر بكُل ما يحصل له!

طالما المدرب الوطني لا يستطيع فرض وجوده بقوّة على اتحاد كرة القدم العراقي فإن الأخير يضطرّ للاستعانة بمدرّب أجنبي! وربّما تحت الضغط الجماهيري بسبب سوء النتائج فإن البعض من إدارات الأندية قد استعانت  بمدرّبين من خارج البلد!

وقد تلحقها أندية أخرى، ورُبّما لم نشاهد أي مدرب محلّي يعمل في دوري نجوم العراق مستقبلاً بسبب أن الكثير منهم يتأبّطون دفاتر قديمة مكتوب في ورقاتها الأولى المنهاج التدريبي بالخطّ المسماري الذي يحتاج إلى شيفرة لفكّ رموزه!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

“الصقور” يصطادون أسير التركمانستاني بهدفين

  كتب: رعد العراقي نجح فريق القوة الجوية في حصد نقاط أولى مبارياته ضمن المجموعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *