الرِحلة 2026

 

رعد العراقي

يحلُّ “الأزرق الكويتي” ضيفاً كريماً على أرض البصرة الفيحاء لمواجهة “أسود الرافدين” ضمن الجولة السابعة لتصفيات المجموعة الثانية المؤهّلة لكأس العالم 2026 وهو يمني النفس بالخروج بنتيجة إيجابيّة تتيح له البقاء ضمن دائرة المنافسة للقبض على أحّد المقاعد المؤهّلة للمرحلة الثانية بعد أن أصبحت حظوظه في الحصول على إحدى البطاقات المباشرة أشبه بالمستحيلة.

ملعب “جذع النخلة” سيكون مسرحًا وشاهدًا على المواجهة المنتظرة التي تمثل للجماهير العراقيّة بوّابة العبور الأولى للتقرّب نحو المونديال وهي تطمح بالظفر بالنقاط الثلاث ولا غير ذلك، دون النظر إلى نتائج بقيّة المنتخبات وقد تكون محقة بذلك وخاصّة أن هناك عوامل عدّة يمكن أن تسهم في فتح كُل الطرق نحو تحقيق انتصار على المنتخب الكويتي.

أوّل تلك العوامل أن المباراة تجري على أرضنا وبين جماهير عاشقة حدّ الجنون أثبتت حضورها المُرعب في كُلّ المناسبات وهي عازمة أن تجعل من ملعب البصرة ساحة تهتزّ لها القلوب وتمنح اللاعبين جرعات من الثقة والاندفاع النفسي والبدني لتحقيق الهدف وخاصّة في ظلّ أجواء مناخيّة رائعة ستلعب دورًا كبيرًا في تقديم أداء فني عالي ومطاولة بالجهد البدني، إضافة إلى أن جميع لاعبينا يتمتعون بجاهزيّة فنيّة وهُم قادمون من دوريّات قويّة يقدّمون أداءً عاليًا دون أن تكون هناك إصابات مؤثرة، أما الأهم هو الصمت الإعلامي السلبي الذي تحوّل إلى عنصر تحفيز بعد أن توحّد تحت خيمة الوطن وتعاهد على نبذ كُلّ الخلافات والوقوف خلف “أسود الرافدين”.

المهمّة الأكبر ستكون على كاساس وكادره الفني في كيفيّة توظيف أدواته وقراءة المنافس الذي تعرّض إلى خسارة بثلاثة أهداف أمام المنتخب الصيني في مباراته الاستعداديّة الأخيرة ومن ثم اللاعبين وذكائهم وخبرتهم الميدانيّة في التعامل مع مجريات المباراة وفرض السيطرة في الاستحواذ وتشكيل الخطورة الدائمة والحدّ من حريّة تحرّك بعض لاعبي الخصم وقبل ذلك انتهاج اللعب الجماعي بعيدًا عن الاستعجال أو الأنانيّة في التصرّف بالفرص أمام المرمى.

الجميع يدرك أن فرصة التأهّل لكأس العالم رُبّما تكون هي الأسهل والأقرب لتحقيق حُلم الملايين وتكرار التواجد بين كبار العالم في المونديال القادم بعد المشاركة الوحيدة في نهائيّات كأس العالم 1986 التي كانت حسابيًّا أصعب وأكثر تعقيدًا وجميع مباريات التصفيات لعبت خارج البلد وفي ظروف غير مستقرّة، إلا أن لاعبينا تغلّبوا على كُلّ الصعاب وخطفوا مقعدًا لهم كممثل عن آسيا برفقة المنتخب الكوري الجنوبي، وقد تكون مصادفة وفال حسن أن يتكرّر المشهد وأن نذهب برفقة “الشمشون الكوري” وفقاً لحسابات وموقف المجموعة.

نقول.. المنتخب الكويتي الشقيق له الحقّ في المنافسة وطموح خطف نقاط المباراة وسيحاول أن يستغلّ الفرص لتحقيق أهدافه، إلا أن “أسود الرافدين” ومن خلفهم كُلّ الجماهير لها كُل الثقة وذات الطموح في عبور هذه المباراة والانطلاق بكُلّ اندفاع نحو حصد أكبر عدد من النقاط في مبارياته الثلاث الأخيرة ليكون أحّد المسافرين على الرحلة 2026 المُتجهة لكأس العالم.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

مشاهدات كرويّة

  عبدالرحمن رشيد إذا ما أردنا أن نرتقي بمسابقة “دوري نجوم العراق” إلى مستويات احترافيّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *