الإعلام الرياضي الدخيل!

 

رعد العراقي
ليس هناك أقسى من أن تشاهد الصحافة والإعلام الرياضي العراقي وهو يواصل الهبوط المدوّي من أعلى عرش الصدارة والفخر إلى حيث براثن التخلّف وهوس الشهرة المزيّفة والإنجرار وراء الإشاعة وأحاديث المقاهي لاشخاص محسوبين على المهنة فرضوا سطوتهم وحضورهم مستغلين الانفتاح وحريّة النشر وتصدّروا المشهد بقوّة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ودعم الجيوش الإلكترونيّة لتكون بديلة عن الإعلام الحقيقي وسط حسرة وحزن روّاد وأمناء “الكلمة الصادقة” بانتظار إجراءات رادعة يجهلون أسباب عدم تطبيقها!
أي انقلاب فكري أصابنا حتى بات بعض الدُخلاء يسيّرون الشارع الرياضي وفق نهجهم المريض، متناسين مسؤوليّتهم الأخلاقيّة وضربهم عرض الحائط مبادىء العمل غير آبهين لخطورة التلاعب بأفكار الشباب والرزانة وأدب الحديث وتحوّلوا إلى مهرّجين يستسهلون تداول الكلام البذيء ويتراقصون على جراح الوطن دون تفكُّر وتدبُّر لما يُمرَّر إليهم من منتهزي الأزمات الذين باتوا يحصدون مجد الشهرة مُغمّسة بدم الوطنيّة!
ليس لحديثنا مُبالغة قد يتهمنا البعض بها إنما دليلنا نعرضه من وقائع وشواهد لا تحتاج إلا لجردة بسيطة لكُلّ الأحداث التي شهدتها الساحة الرياضيّة وتسابق بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي لتأجيج المواقف ومحاولة الظهور بصورة الأبطال، مطلقين لأقلامهم حريّة التعبير والتحليل، بل وتوجيههم الخطاب بلسان الجماهير وحتى تجرّأوا باتخاذ مواقف هي من اختصاص الجهات الحكوميّة ليشعلوا الأجواء ويزيدوا من احتقان الشارع الرياضي ويخلقوا مواقف متشنجة لا يدركوا ماهيّة خطورتها وتأثيرها على علاقات ومكانة البلد لمجرّد أن يحصلوا على لقب الفرسان والشجعان وأبطال الإعلام .. وهُم في وهمٍ كبير!
هل يعقل أن يستمرّ هذا النهج غير الواعي في قيادة الإعلام والصحافة الرياضيّة وسط صمت الجهات المعنيّة دون أن تحرّك ساكن وتلجم تلك التوجّهات وتفرض قيود مهنيّة على كُل من يُسيء لصاحبة السعادة ويجرح صورتها خارجيًّا؟
آن الأوان أن يُثقب بالون الهالة المُزيّفة التي حلّقت بالمتوهّمين في سماء شهرة الإعلام ليسقطوا إلى حيث مكانتهم الحقيقيّة، ويُعاد ضبط كُل محرّكات العمل الصحيح وانقاذ أجيال باتت ضحيّة لأفكارهم ومطامعهم التي أصبحت تعتاش على خراب سُمعة رياضة الوطن!
سؤال ممزوج بالألم نوجّهه لكُل روّادنا وكبار الصحفيين والإعلاميين الذين لا زالوا يؤمنون بميثاق الشرف المهني، نقول لهم إلى متى السكوت والانزواء بعيدًا عن فضح تلك الثلّة والانتصار للمهنيّة؟ أليس من الواجب التصدّي للسلوكيّات والأفكار اللامشرّفة، عبر ممارسة دوركم القيادي والمطالبة بتأسيس نهج إعلامي وصحفي جديد وملتزم ومقاطعة الحضور في برامج رياضيّة باتت تشكل بؤرة لإثارة المشاكل ولا تحمل في أجندتها أي رسالة هادفة سوى التهريج والإساءة والتمجيد لأنفس القائمين عليها!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

استقالوا لشعورهم بالتقصير !

  محسن التميمي في نزالات رياضة الملاكمة يكون المدرب ذكيًّا عندما يرمي المنديل الأبيض فوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *