إكرام زين العابدين
يستعدُّ منتخبنا الأولمبي لكرة القدم تحت 23 عامًا للدخول في منافسات كأس آسيا في العاصمة القطرية الدوحة منتصف نيسان الحالي، من أجل التنافس لخطف إحدى بطاقات التأهّل الثلاث لأولمبياد باريس 2024.
وفي الوقت ذاته تتواصل مباريات دوري نجوم العراق والتي تنطلق جولتها 21 اليوم (الخميس) 4 نيسان 2024 حيث أقيمت أغلب المباريات بعد الإفطار في شهر رمضان المبارك، من أجل أعطاء الفرصة للجمهور لحضور ها.
وشهدت هذه الجولة أوّل خسارة للمتصدّر “القوة الجوية” أمام دهوك، في مباراة شهدت توقفها بسبب دخول بعض الجماهير إلى أرضيّة الملعب بالدقيقة (94) ومحاولة الإساءة لحارس القوة الجوية محمد حميد الذي أقدَمَ على تصرّف بعيد عن الأخلاق الرياضيّة ودفعَ ثمنها حصوله على بطاقة حمراء من حكم المباراة محمد سلمان.
واستغلّ الشرطة تعثّر المتصدّر ليفوز على الحدود ويقفز إلى صدارة الدوري الممتاز برصيد (45) نقطة وبفارق الأهداف عن القوة الجويّة، فيما لا يزال الفارق كبير مع صاحب المركز الثالث زاخو بـ (13) نقطة .
الصراع سيتواصل لحصد اللقب بين الشرطة والقوة الجوية، وتحاول بقية الأندية الحصول على المركزين الثالث والرابع من أجل ضمان المشاركة في البطولات الآسيويّة والعربيّة المقبلة .
من جانبه يسعى الملاك التدريبي للمنتخب الأولمبي بقيادة راضي شنيشل استدعاء عدد من اللاعبين من فرق الدوري بالأعمار المناسبة والذين سبق أن تواجدوا معه في مراحل الإعداد المتتالية، إلى جانب 6 محترفين تمّت الموافقة عليهم بشكل مبدئي للانضمام إلى صفوف الفريق الذي سيدخل البطولة الآسيويّة المهمّة .
ولم تسمح بعض الأندية المحترفة في أوروبا انضمام بعض اللاعبين، وذلك لكون البطولة خارج أيام الفيفا دي ممّا يعطي الحجّة لمدربي هذه الأندية بعدم السماح للاعبيها للتواجد في البطولة المقبلة، وهو لا غبار عليه قانونيًّا، وكان بالإمكان استغلال العلاقات الشخصيّة للاتحاد العراقي لكرة القدم والتحرّك على إدارات هذه الأندية من أجل ضمان أكبر عدد من اللاعبين حتى إذا تطلّب الأمر توقيع اتفاقيّات جانبيّة تستفيد منها هذه الأندية ماليًّا من خلال العمل في الاتحاد أو وزارة الشباب والأندية، لكننا مازلنا لا نجيد فن التخطيط البعيد المدى .
أما بشأن بقيّة اللاعبين الذين يشكّلون العمود الفقري للفريق ويلعب معظمهم في أنديتنا المحليّة، فإن أغلب الأندية أبدت استعدادها لتفريغ اللاعبين للانضمام للمنتخب الأولمبي، فيما رفضت بعض الإدارات التعاون مع الأولمبي واعتبرت أنها بحاجة ماسّة للاعبين في ظلّ استمرار مباريات دوري نجوم العراق، ولن يُجبرها أحّدٌ في إرسال لاعبيها للمشاركة في البطولة الآسيوية!
إذا ما نظرنا إلى الأمر من الجانب القانوني فإن الاتحاد العراقي لكرة القدم غير قادر على إجبار الأندية لتفريغ لاعبيها خارج أيام الفيفا دي، ولكن الأمور لا تقاس بهذا الشكل، لأن المنتخب الأولمبي لا يمثل الاتحاد العراقي ولا اللجنة الأولمبيّة العراقيّة ولا وزارة الشباب والرياضة، بل أنه يمثل كُل العراق في هذه البطولة التي تم الإعداد لها منذ عامين، والآن حانت اللحظة الحاسمة المتمثلة بانطلاق مباريات البطولة والتي من خلالها يستطيع الفريق الوصول للدورة الأولمبيّة والتنافس بين أفضل المنتخبات العالميّة .
لذلك علينا تذكير الأندية التي ترفض إرسال لاعبيها بأن ميزانيّتها جاءت من خلال المُنح الحكومة العراقيّة التي سهّلت لها أمر التعاقد مع اللاعبين، ومن غيرها فإن هذه الفرق كانت ستعلن إفلاسها وعدم قدرتها على إكمال مشاركاتها بالدوري!
لذلك على الأندية إتخاذ قرارات إيجابيّة تصبُّ لخدمة الكرة العراقيّة من خلال السماح للاعبيها بالتواجد مع الأولمبي لأن حُلم أي لاعب هو تمثيل المنتخبات وتحقيق أفضل النتائج لها وصولًا إلى الاحتراف في الملاعب الأوروبية.