فوز جريدة رياضية الكترونية مستقلة
يعقوب ميخائيل
حديث المنتخب نجده دائمًا أصبح يقترن بوجود وبأهميّة نجمنا المتألّق أيمن حسين أما لماذا أيمن حسين دون غيره؟
تلك أولويّة فرضها اللاعب نفسه قبل أن تصبح أكثر التساؤلات الحاحًا سواء بين الجمهور أم الإعلام.. وهنا يبرز التساؤل الأهم: هل يحقُّ لنا أن نتحدّث عن أيمن حسين دون بقيّة نجومنا في هذه الأيّام التي تسبق مباراتنا المهمّة والمفصليّة أمام المنتخب الأردني!
للضرورة أحكام كما يقولون، ولكن عندما نرغب في اضفاء صفة أنموذجيّة نادرة أو مثالاً يُحتذى به فلا نجده يقترن سوى بـ (أبو طبر) النجم الذي استطاع أن ينهض بعنفوان العراقي الأصيل والشهم برغم كُلّ المُعاناة التي عاشها سواء الشخصيّة أم العائليّة قبل أن تنسحب عليه كلاعب على المستطيل الأخضر؟
حقاً.. لقد أشعرنا أيمن أنها (الغيرة العراقية) التي طالما تجدها تتجدّد في عروق العراقيين وأبنائهم المُبدعين مهما عانوا ومهما ضاقت بهم الظروف والمحن!
لا أريد أن امتدح أو أن استمرّ في اضفاء كلمات الإطراء بحق أيمن حسين الذي يستحقها دون مبالغة أو مُغالاة، أو لرُبّما لاعتبارات قد يتصوّر البعض إننا قد تجاوزنا من خلالها حتى (الخطوط الحمراء)! عندما لم نمنح بقيّة نجوم منتخبنا ما يستحقونه من تلك الكلمات والإشادة وهُم يعدّون العدّة للدخول في أهم مواجهة من توازي مثيلتها التي قادتنا للتأهّل إلى نهائيّات كأس العالم في العام 1986.. أي قبل أربعة عقود خلت.
لا أبدًا.. ما نقصدهُ في الحديث عن أيمن حسين (اليوم) إنما نريده أن يكون أنموذجًا لبقيّة نجومنا الذين يتشرّفون في تمثيل منتخبنا الوطني في هذه التصفيات.. أما لماذا؟ فالأسباب باتت واضحة، فأيمن حسين أثبت ليس للعراقيين فحسب، وإنما للعالم أجمع بأن العراقي مهما عانى ومهما مرّ من ظروف وصعاب لكنه (القاهر) الذي لا يستسلم للظروف برغم قساوتها! والأهم من ذلك يبقى العراقي (الإنسان) الذي تتجلّى فيه روح التحدّي والعنفوان الذي يجعله يقارع الظروف دائمًا وينتصر عليها!
إنني لا ( أرى ) مشاعر أيمن ( وما يجري ) في دواخله حتمًا، ولكني أشعر أن تلك المشاعر (تتحدّث) عن تلك (الروح) التي تنبض بحُبّ العراق وترغب في تجسيدها بفرحة على وجوه الملايين من العراقيين الذين عانوا ما عانوه وينتظرونها من (أيمن ورفاقه) على أرض الفيحاء!
اطمئنوا .. حتى (شوارع) عراقنا الحبيب سترقص!
