أنها البداية.. فحذارِ!

 

يعقوب ميخائيل

موجة العقوبات والغرامات التي بدأت تطال أكثر من شخصيّة عراقيّة ( لاعب ومدرب وإداري )  عقب مباراتنا مع الأردن في بطولة آسيا ومرورًا بلقاء الفلبين في البصرة ضمن تصفيات كأس العالم.. نقول هذه الموجة برغم تباين آراء الكثير من المعنيين بالشأن الكروي حولها! بين رافض يقترب في الرأي من نظرية (المؤامرة) ضد العراق ومؤيّدٍ يرى في (تفسير) بعضها أو أسبابها يتحمّلها مسؤولونا الإداريّون ومن حقّ الاتحاد الآسيوي (بحسب تفسيرهم) أن يعاقب أية شخصيّة منظوية تحت لوائهِ.. سواء كحكم أم لاعب أم إداري أم مدرب !

** مع إننا لسنا ضد العقوبات التي تصدر من أيّة جهة أو مؤسّسة مسؤولة سواء إقليميّة كانت أم دوليّة إذا كان هدفها المحافظة على قيم الرياضة والتزاماتها التي تؤّمن ديمومة اللعبة وانتشارها، بل وتحقق نجاحاتها وفق مبادئ الرياضة المعروفة.. ولكن عندما نرى هناك الكيل بمكيالين في مثل هذه القرارات! أي في فرض العقوبات والغرامات خصوصًا عندما وجدنا أن الاتحاد الآسيوي غضّ النظر عن (مسؤولون كبار) في دول أخرى (استهزؤا) أمام العشرات من شاشات التلفاز بالمستوى التحكيمي في المباراة النهائيّة من بطولة آسيا نكتشف، بل نصل إلى حقيقة مفادها أن العقوبات ليست أمرًا عابرًا كما يتصوّر البعض، وإنما هناك شيء ما يحاك ضدّنا، وتحديدًا في هذه الفترة التي تسبق تصفيات كأس العالم بمرحلتها النهائيّة التي بدأت تقترب ولابد أن (تُلزم) منافسينا الذين سيقعون في مجموعتنا.. تُلزمهم المجيء إلى البصرة لخوض إحدى مباراتي المنافسة بمواجهة 65 ألف يؤازر منتخبنا من على المدرجات وهو الشيء الذي يخيفهم ويحسبون له ألف حساب !

 ** قد يقول البعض هذا ضربٌ من الخيال أو أننا (نختلقُ) قصصًا وهميّة لا أساس لها من الصحة!  ولكن الحقيقة تبدو عكس ذلك تمامًا وإن العقوبات التي طالتنا مؤخّرًا قد تكون تمهيدًا لفرض عقوبات أشدّ منها بالفترة المقبلة ومنها فرض الحظر على ملاعبنا مرّة أخرى وهو الشيء الذي نخشاه ولا يمكن أن نستبعده طالما مررنا بذات التجارب المريرة من قبل حيث (جاءتنا) للأسف من (الأشقاء) قبل الغرباء !

** من المهم جدًّا أن يأخذ الاتحاد العراقي لكرة القدم هذا الأمر محمل الجد ويناقش الكيفيّة التي يتجنّب أي محاولة جديدة قد تلحق الأذى بنا وتحديدًا محاولات (التهرّب) من ملاقاتنا في البصرة بالمرحلة النهائيّة من تصفيات المونديال!  حتى إن اقتضى الأمر ترتيب لقاء ودّي مع رئيس (فيفا) انفانتينو قد يحمل صفة (دبلوماسيّة) لكن من حيث الفحوى قد يكون فرصة مناسبة لشرح أو بالأحرى تذكيره بأحداث سابقة عانينا منها من قبل  دون الاستمرار (بالسكوت) على ظُلم آخر قد (يتكرّر) مرّة أخرى؟! لأن المسألة لا تتعلّق فقط بمباراة ما! وإنما يجب أن نعرف أن مسؤوليّتنا تقتضي بالكيفيّة التي نستعيد من خلالها مكانة العراق بين الاتحادات الإقليميّة والدوليّة دون القبول أو الخضوع لقرارات مُجحفة طالما ظُلِمنا على أثرها وبضمنها تحديدًا ما حصل معنا في مباراة الإمارات في التصفيات السابقة عندما رفض منتخبها المجيء إلى بغداد في اللحظة الأخيرة وأُجبرنا على اللعب خارج أرضنا! والأنكى من ذلك إننا وقفنا عاجزين حينها عن اتخاذ أي موقف بالضدّ! بل (تسابقنا) في السفر إلى الإمارات بعد أيام معدودة للمشاركة في بطولتهم الدوليّة التي أقيمت هناك وكأنّ شيئًا لم يحصل!

إن الحقيقة التي أصبحت واضحة للجميع هي حالة القلق التي باتت تُقلق منافسينا من التطوّر الذي أخذ يطرأ على مستوى منتخبنا سواء من حيث تدعيم صفوفه بالكثير من اللاعبين المحترفين الذين أصبحت لديهم بصمة في أداء المنتخب العراقي أو من خلال اقتران هذا التطوّر بالمؤازرة الكبيرة من قبل جمهورنا الذي اعتاد على تسجيل حضور متميّز في جميع مبارياته التي أقيمت في البصرة أو في أي ملعب آخر سواء داخل الوطن أم خارجه  وليس أدلَّ من تلك المؤازرة الرائعة خلال بطولة آسيا الأخيرة .. ولكنّ!

هذه هي الحقيقة التي يخشونها! ولا يمكن أن نثق (بالتطمينات) !! لا من صديق ولا حتى من شقيق طالما (ابتسم) في وجوهنا بينما كان يُخبئ لنا ما لم نكن نتمنّاه!! كما يجب أن نعرف أن المرحلة الأخيرة من التصفيات ستكون مختلفة ومهمّة جدًّا لكلّ المنتخبات التي ستقع في مجموعتنا، لأنها مصيريّة، وستحدّد المنتخبات المتأهّلة إلى المونديال، وهو الأمر الذي قد يقودها.. أي هذه المنتخبات إلى (اختلاق) الكثير من الحُجج من أجل نقل مبارياتنا بعيدًا عن أرضنا وجمهورنا.. وقد ترمى مثل هذه الحُجج في (ملعب) الاتحاد الآسيوي الذي لا نستبعد أن يكون عاجزًا عن اتخاذ قرار منصف بحقنا خصوصًا من اتحادات لها نفوذها وثقلها المعروف في اتحاد القارّة الصفراء ولنا في ذلك كما أسلفنا أكثر من تجربة ودليل!  

** إنها البداية يا اتحاد الكرة ولابد من اتخاذ خطوات عمليّة وتحرّك عاجل قبل فوات الأوان .. فحذارٍ!

 

أنشر عبر

شاهد أيضاً

ديوان الخليج

  محمد الجوكر تنظّم الكويت ندوة إعلاميّة قبل انطلاقة خليجي 26 وبمشاركة 100 شخصيّة إعلاميّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *