
سعد المشعل
التغييرات التي أجراها المدير الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في تشكيلته للشوط الثاني من مواجهة الكويت يوم 20 آذار 2025، وسواها أثبتت أنه يمتلك حلولاً جذريّة لإدراك المواقف الصعبة التي تواجه لاعبيه وكما هو معروف في عالم الكرة أن الشوط الثاني كما الأوّل هو شوط المدربين.
بكُل تأكيد أن “خيسوس كاساس” يمتلك من اللاعبين الجيّدين الذين لديهم القدرة العالية على تحقيق نتيجة مُرضِيَة، والضغط على المنافس، ويخطر مرماه لأكثر من مرّة.
إذاً الحلول متوفرة بمواهب العراق المتواجدين على مصطبة الاحتياط يمكن استغلال مهاراتهم وفكرهم الواسع داخل الملعب، ومنحهم الثقة بشكل أفضل لأن غيابهم عن التشكيلة الرسميّة يُسعد المنتخب المنافس لأنهم يدركون جيّدًا خطورة هؤلاء اللاعبين ويمتلكون معلومات كافية عن كُلّ لاعب، وما يمتلكه من خبرة وتأثير وجوده على المستطيل الأخضر، وكُلّ منافس في أي مجموعة يمتلك خبراء تحليل كادر مساعد للمدير الفني لأي منتخب.
هؤلاء واجبهم متابعة جميع اللاعبين خصوصًا منهم المؤثرين الذين يخلقون فرصة من أصعب الحالات ويربكون دفاعات المنافسين، لذا تكون دقتهم وتركيزهم بأعلى مستوى عليهم، وعلى مشاركاتهم مع فرقهم الذين يلعبون لها، وكم الوقت والسرعة والقوّة البدنيّة واللياقة وعدد دقائق المشاركة في المباراة، وماذا قدّم لناديه، ويعلم أهميّة تواجدهم لذلك يستغرب عدم وجودهم في التوليفة الأساسيّة هنا ستتراكم في ذهنه الأفكار الكثيرة والخطط الجوهريّة التي يسخرها لفريقه من أجل استغلال فقدان المقابل لأهم عناصره وسيضع منهاج جديد للاعبيه، وبذلك يسيطر على الملعب كما حصل في مباراة الكويت على أرض ملعب البصرة الدولي، خبرة مدرّب “الأزرق الكويتي” الأرجنتيني خوان بيتزي تفوّقت كثيرًا، وكان لاعبوه قد طبّقوا كُلّ ما أراد مدرّبهم، والنتيجة تقدّمه بهدفين حتى آخر رمق من المباراة!
هنا أدرك كاساس الموقف باشراك بعض اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم وغيّروا النتيجة من الخسارة إلى التعادل في ظروف حرجة وصعبة للغاية نتمنى أن لا تتكرّر مثل هكذا مباريات مصيريّة كُلّ تلك الأمور هي واجبات اعتباريّة لكُلّ جهاز فني يستلمه المدرب سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات ليكوّن فكرة كاملة على منافسه ويضع ما يراه مناسبًا من تشكيلة تجاري الفريق الذي سيقابله.
لماذا لا يستخدم مدرب منتخبنا الفكرة التي تفوّق بها على المنتخبات الأخرى خصوصًا في الشوط الثاني، ويدوّنها على أرض الواقع وينزل بذات التشكيلة الهجوميّة منذ بدء انطلاق صفارة الحكم ليستطيعوا أن يسجّلوا هدف السبق ويزرع روح الطمأنينة في قلوب لاعبيه وجماهيرهم الكبيرة الوفيّة، وقد تكون هنالك زيادة بالأهداف مع المحافظة عليها في الجزء الثاني من عُمر المباراة.
اليوم مباراة مصيريّة وحاسمة أمام المنتخب الفلسطيني نريدها فرحة يا “أسود الرافدين” وكادركم التدريبي وأنتم قبل غيركم تعرفون جيّدًا أهميّة هذه النتيجة ونقاطها الثلاث التي ستعزز آمال كبيرة نحو الأفضل والأهم من تسلسل المجموعة الثانية.
هنالك مسؤوليّات كُبرى تقع على عاتقكم منها نتيجة المباراة المفصليّة أمام المنتخب الفلسطيني اليوم على أرض عمّان وثانيهما خطف النقاط التي ستزيد من أمل الحصول على إحدى البطاقتين المؤهّلتين لنهائيّات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا والمكسيك وأنتم لها يا أبطال.
أملنا كبير في تحقيق حُلم الجماهير العراقيّة بالتواجد في المونديال العالمي لتكسروا حاجز الغياب لـ 40 عامًا من تأهّل منتخبنا الوطني عام 1986 في المكسيك، وعسى أن يتكرّر الانتصار والفرحة معًا لتكونوا في ذات الدولة ثانية، فالزمان وثق فرح الأسود سابقاً وسيكرّر الحدث مع فرحة كُبرى نترقبها بثقة وإطمئنان.
ألعبوا بقوّة وبغيرتكم المعهودة، وليس أمامكم سوى الفوز لأننا ننافس مع المنتخب الأردني على بطاقة المجموعة الثانية وهو سيواجه المنتخب الكوري في “سول” وستكون مباراة قويّة وحاسميّة للطرفين.
بالإمكان الحصول على تسع نقاط من مبارياتنا المتبقية الثلاث مع منتخب فلسطين اليوم في عمّان وسنواجه كوريا الجنوبية على أرض البصرة وسنختتم الجولة العاشرة الأخيرة أمام المنتخب الأردني على أرضه وأمام جماهيره.
الموقف حرج جدًّا ويتطلّب الكثير من المواقف وتضافر الجهود وتشجيع لاعبينا وكادرهم التدريبي لآخر ثانية من المباراة، ليزرعوا الابتسامة في وجوهكم، وسيكون لأسودنا شأناً كبيرًا في المباريات الدوليّة القادمة وسيحققون الفوز مثلما نأمل.
لا ننسى أن نحذر من خطورة المنتخب الفلسطيني لأنه مثير جدًّا ويلعب كرة حديثة، والدليل خطفه نقطة مهمّة من منتخبنا وعلى أرضنا وأمام جمهورنا، لأنه يمتلك لاعبين مميّزين محترفين في دوريّات خليجيّة وأوروبيّة وسيظهر بشكل أقوى بعد عودة أهم أربعة لاعبين لصفوفه يجب التعامل معهم بقوة وإيقاف خطورتهم!