
سعد المشعل
ربّما العناصر الأساسيّة التي اختارهم “خيسوس كاساس” المدير الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في قائمة ولّدت ارتياحًا عند الجميع لما ضمّت لاعبين شباب أقوياء وخبرة بالذكاء والمهارات واللياقة البدنيّة يستطيعون أن يحققوا النتائج المُرضية، وهذا ما سنراه بعد غد ( الخميس ) حيث يواجه “أسود الرافدين” المنتخب الكويتي على أرض البصرة وأمام آلاف المشجّعين العراقيين الذين سيساندون أبناء العراق في مهمّتهم الوطنيّة.
أثيرت هنا وهناك بعض الأقاويل عن فترة الإعداد والتحضير لهذه المباراة المهمّة وقصر أيام تجمّع لاعبي المنتخب وتواجدهم تواليًا قبل أربعة أيام! كانوا يمنون النفس أن يجهّز لهم معسكر أفضل في إحدى الدول الأوروبيّة لتكمل أفكار المدرّب وخطط وأسلوب المباراة وتطبيقها على اللاعبين وتحديد مباراة أو مباراتين ودّيتين ليكون انسجامًا لخطوط المنتخب وتجهيزهم لفعاليّات الخطط والتشكيلة التي سيلعب بها كاساس أمام المنتخب الكويتي.
بالتأكيد اتحاد الكرة أراد أن يوقِف الدوري ويحضّر كُلّ مستلزمات المنتخب وما يطلبه الكادر التدريبي للمنتخب، لكن الأخير اكتفى بهذا القدر من الأيام لتجمع اللاعبين الذي بدأ معهم في ثمانية لاعبين محلّيين ويتواصل تباعًا اللاعبون الوطنيون المحترفون حتى اكتمل عددهم أمس الإثنين، والسبب ثقته العالية في لاعبيه وما يمتلكون من فكر وقوّة بدنيّة عالية لأنهم ساهموا مع فرقهم داخل وخارج العراق سواء من المحلّيين أم المحترفين، كذلك لديه العذر بعدم تفريغ اللاعبين من أنديتهم خصوصًا في الدوريّات الأوروبيّة والآسيويّة وحتى الخليجيّة لالتزامهم بمواعيد مباريات دوريّاتهم ولن يسمحوا لهم بالالتحاق إلا بعد أن يكملوا جميع المباريات المتبقية قبل بدء مباريات التصفيات الموندياليّة في كُلّ منتخبات العالم المنضوية تحت قبة الفيفا.
العذر واضح وصريح ومفهوم، وجماهيرنا المثقفة تقبّلت الفكرة وقدّمت شكرها للمدير الفني خيسوس كاساس على هذه التشكيلة الفنيّة الشابّة القويّة مع أمنياتهم أن يستدعى محمد قاسم وقوقية لما قدّماه من مستوى كبير في دوري نجوم العراق، وأعلنا جاهزيّتهما من خلال مستواهما وتألّقهما الكبير ليكونا خير إضافة لكتيبة الأسود، ولكن يبقى الأوّل والأخير هو قرار المدرب لأنه المسؤول عن اختياراته ونتائج المنتخب وله وجهة نظر محترمة ومقبولة من الكُلّ.
تابعنا بحرص شديد خطوات المنتخب الكويتي الذي استعدّ هو الآخر بشكل واسع وأدخل لاعبيه في معسكر تدريبي جيّد نسبيًّا في الإمارات العربيّة المتحدة وأجرى مباراة تجريبيّة مع المنتخب الصيني خسرها بثلاثة أهداف مقابل هدف، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة منتخبنا الذي سيصل البصرة مساء اليوم (الثلاثاء) وهُم عازمون أيضًا من خلال تصريحاتهم على القنوات الرياضيّة بتحقيق الفوز.
يبقى أمل الشعب العراقي معقود على كتيبة الأسود بتحقيق الفوز والحصول على نقاط المباراة المهمّة لينعشوا آمال الجماهير والتقدّم خطوة إلى الأمام وستكون نتيجة المباراة عاملاً مساعداً لتحفيز أبطالنا بمواجهة المنتخب الفلسطيني يوم 25 آذار وعلى أرض عمّان.
حصيلة نتيجة المباراتين ستضعنا أن نحجز بطاقة الطيران إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا والمكسيك للمشاركة في تصفيات كأس العالم 2026 وهو الحُلم الأكبر القريب من المنال بجهود كُلّ القائمين على الرياضة العراقيّة والحكومة والجماهير، وأنتم لها يا أسودنا الأبطال.