أرضيّة “الكلاسيكو” تهدر جهودًا مُضنية!  

 

يعقوب ميخائيل  

انتهت مباراة “كلاسيكو” دورينا دون أن ينتهي الحديث الذي لا يخصّ النتيجة فقط، وإنما جوانب أخرى بعضها إيجابيّة وما أكثرها وأخرى سلبيّة كان لزامًا تشخيصها ليس فقط قبل المباراة، وإنما قبل فترة مناسبة كي تتمّ معالجتها وليس إبقاءها على حالها ونحن (نقدّم) لأوّل مرّة (صورة) مختلفة عن دورينا إلى الكثير من الدول التي لم نرغب أن (تنظر) إلى أرضية الملعب أكثر من كُل الجوانب الإيجابيّة الأخرى التي اقترنت بها المباراة  !

مبارك للزوراء (وهاردلك) للجويّة.. ولكن قبل التطرّق إلى المستوى والنتيجة نقول.. ألف مبارك لجماهير الجويّة والزوراء معًا وليس أحّدهما دون الآخر! لأنهما قدّما صورة زاهية وحقيقية عن الجمهور العراقي الذي بحق نقل صورة حقيقيّة عن النضج الذي يقترن به كجمهور مثقفٍ وواعٍ لم يتخلّ عن التشجيع الحضاري الذي نعده أبرز سماتهِ التي طالما عُرف به فأستحقّ منا كُل الاحترام والتقدير .

نعم.. من حقنا القول هنيئاً لنا بجمهورنا الذي سيظلّ محطّ فخرنا دائماً ولا يمكن أن تعكّر النتائج صفو هذا الجمهور الذي يدرك تمام الإدراك أن الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد تبقى لمنافساتها طعم خاص ولا بأس أن تخضع للتغيير في نتائجها.. أي رُبّما يكون الفوز حليفك (اليوم) ولكن ليس (كُل يوم) فالرياضة تخضع للفوز تارة وللخسارة أيضًا مثلما قد تشهد في أحايين أخرى مناصفة في نتائجها عندما (تذهب) إلى التعادل بين الفريقين !

عمومًا.. الفوز جاء من نصيب النوارس برغم أن هناك الكثير من الملاحظات على مستوى أداء الفريقين معًا إلا أن الزوراء كان الأفضل نسبيًّا خصوصًا وأننا، أي الجمهور والصحافة، كُنا ننتظر أن ترتقي المباراة لمستوى فني أفضل، ولكن فوجئنا بالأداء الذي خضع إلى مبرّرات كثيرة لا يمكن أن تكون مقنعة في بعضها أيضًا؟!

قد نتفق أن الجوية كان أكثر عُرضة للضغوطات لأن النقاط الثلاث كانت تضعهُ في موقف أفضل في طريق المنافسة على اللقب، ولكن ذلك لا يبرّر أن يفقد الفريق ولو الحد الأدنى من المستوى في أدائه  خصوصًا وأنه (مُتخم) بالنجوم وبأبرز لاعبي المنتخب الوطني!

في الجانب الآخر يرى المتابعون أن الزوراء لعب بأريحيّة أكثر ولم يخضع لذات الضغوطات التي عانى منها (الجويون) ولذلك كان أقل ارتكابًا للأخطاء.. بأستثناء هدف (قوقية) الذي جاء ليؤكّد من جديد أن حسن عبدالكريم هو واحد من أهم مواهبنا المستقبليّة التي قد يغيب عن مباراتي إندونيسيا وفيتنام المُرتقبتين، لكن بأعتقادنا أن حضوره سيكون فعّالاً في تشكيلة المنتخب في المرحلة الحاسمة من تصفيات المؤهّلة إلى المونديال!

حضور رئيس رابطة “لاليغا” وعمليّة النقل التلفزيوني بأبهى صورها مع الإخراج العالمي الذي قاده المخرج الإسباني مع فريق عمله بالإضافة إلى عدد الكاميرات التي (تقدّمتهم) الكاميرا العنكبوتيّة والتي في ضوئها مَنحت المباراة جودة فنيّة عاليّة من خلال نقلها من قبل أكثر من قناة عراقية وعربيّة.. كُل هذه الجوانب الإيجابية المهمّة التي حتمًا يقف خلفها عمل استثنائي كبير من قبل اتحاد الكرة ولا بدّ من الثناء عليه وعلى جهود الكابتن عدنان درجال رئيس الاتحاد لم نكن نتمنى أن لا تسترعي أرضيّة الملعب انتباه اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة قبل موعد المباراة بمدّة كافية كي تتم معالجة الأمر بالسُرعة الممكنة، بل الملاحظ أيضًا أن بعض ملاعبنا التي شيّدت حديثاً باتت تعاني من هذه المشكلة ولابد من إيجاد حلول حقيقيّة لها وليس (ترقيعيّة) كما هو حاصل! وذلك من خلال تحديد نوعيّة الأرضيّة التي تحتاجها ملاعبنا التي تختلف في ضوء الطقس الحراري المُلتهب الذي نعاني منه في فصل الصيف وما يسبّبه من أضرار بأرضيّة الملاعب وهو الشيء الذي يتوجّب أن يكون من أولويّات العمل مع الأخذ بنظر الاعتبار الإهمال المتكرّر من قبل إدارات الملاعب التي يجب محاسبتها لأنها تتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤوليّة في عمليّة الصيانة وديمومة الملاعب.. فالصيانة أهم من البناء كما يقولون!   

** الكلام الأخير.. من المهمّ أن تُلفت بعض الجزئيّات (الصغيرة)  انتباهنا كي لا تذهب جهودنا وعملنا الدؤوب أدراج الرياح كما ينتظرها (المتربّصون) ليس (حُبًّا) أو سعيًا وراء تقويم العمل وإنما (نكاية) بهذه الشخصيّة أو تلك وما أكثرهم في وسطنا الرياضي هذه الأيام والحليم من الإشارة يفهم!  

أنشر عبر

شاهد أيضاً

من زيكو الى بابلو.. فخّ العُقود يورِّطنا!

  يعقوب ميخائيل لم أكن الوحيد الذي فوجىء حينها بخبر انتقال المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *