آل نمر: حرصنا على عودة يد العراق العملاق من بوّابة “العربي”

 

* الجغرافيا أسهمت في تواجد الدول النامية ببطولة الأشبال الأولى

* النجف شهدت أنجح البطولات الإقليميّة بتعاون الأجهزة الساندة  

* إنجازات مصر والسعودية أضاءت طريق العرب للعالميّة

* نخطّط لتنظيم “كأس المنتخبات العربيّة” استعدادًا لكأس العالم

بغداد/ إياد الصالحي

غادر مدينة النجف الأشرف صباح أمس (الخميس) رئيس الاتحاد العربي لكرة اليد فاضل آل نمر، عقب إسدال الستار على البطولة العربيّة للأشبال ( زون الشام والخليج ) 2008 بكرة اليد بنسختها الأولى، في المدينة ذاتها، للفترة من 2 إلى 9 تموز 2024، بنجاح كبير حيث أشرف الاتحاد العربي على المنافسات بالتعاون مع الاتحاد العراقي للعبة برئاسة الدكتور أحمد رياض، وكذلك الدور الكبير الذي سجّله محافظ النجف الأشرف المهندس يوسف مكي كناوي برعايته الكاملة في تضييف الأشقاء وتوفير جميع الاحتياجات التي سهَّلت عمل اللجنة المنظّمة طوال أيّام البطولة.

وأعرب آل نمر عن غبطته لما شاهده من حُسن تنظيم وتوفير مستلزمات البطولة وتطوّر لعبة كرة اليد لفئة الأشبال العراقيّة وحماسة القائمين على الاتحاد العراقي ومعهم المسؤولين في المحافظة، فكانت واحدة من أنجح البطولات العربيّة والإقليميّة ضمن الفئة الصغيرة بشهادة الجميع.

وأضاف آل نمر في حديثٍ خصّ به ( فوز) عشيّة سفره إلى بلده المملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة: إن واحدة من أهداف حضوري إلى العراق هو مساندته ودعم اتحاده ورياضته المتطوّرة، كوننا نحبّ الشعب العراقي الحضاري، فالعراق عملاق من عمالقة اللعبة لسنين طويلة، وإن شاء الله يعود إلى زمن التفوّق في المحافل العربيّة والقارّية، ونتمنى تواصل التعاون بيننا، وأن تحذو الاتحادات الرياضيّة العربيّة حذو اتحادنا في مسألة إناطة البطولات لأكثر من بلد عربي ما يُسهم ذلك في منح دفعات معنويّة كبيرة تزيد الثقة لدى الاتحادات المحلّية والرياضيين والجماهير وتوسّع قواعد الألعاب المختلفة.

رؤية جغرافيّة

وأوضح: من دواعي سروري أن تقام هذه البطولة في العراق، وهي خاصّة بفئة الأشبال التي لا توجد لها مسابقات على أجندة الاتحادات القاريّة مثل الشباب والمتقدّمين، فالاتحاد العربي لكرة اليد استحدث مسابقة لمواليد 2008 معنيّة بمشاركة منتخبات واقعة في (زون الشام والخليج) أو الدول العربيّة الواقعة في القارّة الآسيويّة إن صحّت التسمية، وقد اطلقنا النسخة الأولى من بطولة الأشبال في (الزون) المذكور لأنها محدّدة جغرافيَّا في الشام والخليج، أما بقيّة أعمار الفئات فهي معتمدة ضمن أجندة الاتحاد العربي لعموم الدول العربيّة ويمكنها المنافسة متى ما تتاح لها فرصة المشاركة.

تشكيل الرديف

وتابع: إن اهتمام الاتحاد العربي بهذه الفئة كونها فئة مبكّرة ويتوجّب اكتشافها ورعايتها وتهيئة أجواء فنيّة مساعدة على الإبداع، وهو ما أردناه كهدف مشروع نساعد فيه الاتحادات العربيّة المنضوية لاتحادنا كي تشكّل منتخبات رديفة يتقدّم بها العمر وتتسلّم في يوم ما مسؤوليّة المنتخبات الأولى المُمثلة لبلدانها في البطولات الكبيرة عربيًّا وقاريًّا ودوليَّا، وهو الهدف الأسمى الذي نفكّر فيه بصوتٍ عالٍ مع الأشقاء في الاتحادات العربيّة.

هدف بطولة الأشبال

وبيّن آل نمر: كان لدينا هدف آخر من تنظيم بطولة الأشبال الأولى في العراق، أن دول مثل الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين الواقعة في (زون الشام) لا تمتلك التكاليف الباهظة للسفر والإقامة في بطولات بعيدة خارج هذا (الزون) ولدينا تجارب مماثلة معها في بطولات سابقة في شمال أفريقيا والخليج، ولهذا فالموقع الاستراتيجي للعراق القريب من هذه الدول سهّل عليها الحضور والمشاركة ومساعدتها كدول نامية في تطوير كرة اليد وخاصّة سوريا البعيدة عن الرياضة والمشاركات العربية لأكثر من 12 عامًا بسبب ظروفها المعروفة، وينطبق الحديث عن لبنان وفلسطين التي حالت ظروفها أيضًا دون المشاركة في بطولة النجف.

حماسة العراقيين

ويرى رئيس الاتحاد العربي لكرة اليد إن، هدف الاتحاد بمنح شرف تنظيم البطولة إلى جمهورية العراق هو عودة الرياضة لهذا البلد العزيز من بوّابة الاتحاد العربي المُساند بقوّة له بعدما تابع الحركة النشيطة للاتحاد العراقي لكرة اليد ورغبة الرياضيين هنا والجماهير الوفيّة في النجاح بجميع الألعاب الرياضيّة، وبناء على هذه العلاقة الطيّبة والحماسة اللافتة نسعى لإقامة البطولات القادمة في العراق متى ما تهيّأت الظروف المناسبة في الزمان والمكان بعد التنسيق والتفاهم مع الاتحاد المحلي.

شروط تضييف البطولات

وبشأن أولويّات الاتحاد العربي لكرة اليد لمنح ضيافة البطولات لمثل هذه الفئة إن كانت مشروطة بتوفر القاعدة أم البُنى التحتية للتنافس والإقامة والتنقل؟ قال فاضل ” من دون شك لا بدّ من توفر مقوّمات لوجستيّة كمطلب أساس لاتحادنا قبل منح تنظيم البطولة لهذا البلد أو ذاك، ولكن هناك اتحادات عربيّة لديها اهتمام مبكّر في موضوع تشكيل المنتخبات العمريّة للاعبين الصغار وإقامة المسابقات الداخليّة لهم مثلما ينفذ الاتحاد العراقي برنامجًا ناجحًا ومتطوّرًا لرعاية الفئات في مسارها الصحيح ويلقى ثناء اتحادنا مع بقيّة الدول المهتمّة بالبرنامج ذاته، ولا نتردّد في إيكال مهمّة تنظيم هذه البطولة لأيّة دول عربيّة وخاصّة دول شمال أفريقيا مثل المغرب وتونس ومصر والجزائر، إذ لا توجد هناك تكاليف عالية في التجهيزات والفنادق في أمور التنظيم، ودول أخرى يتعذر عليها تنظيم هذه البطولة لعدم وجود الفنادق ذات التكاليف المناسبة، وثمّة أمر آخر هو وقوفنا على أرض الميدان من ناحية مدى جاهزيّة قاعات البلد التي تحتضن البطولة، وبالفعل وجدنا من خلال المعاينة أن صالات جمهورية العراق تتمتع بمواصفات جيّدة وفقاً لمعايير وشروط اتحادنا.

تقييم الكرة العربيّة

وعلّق فاضل آل نمر على واقع كرة اليد العربيّة الراهن بقوله: أن اللعبة متطوّرة بشكل ملحوظ على المستوى العالمي، وإذا ما أخذنا بالصورة المنتخب المصري فأنه من أبرز منتخبات العالم ويحقق الترتيب السابع في كأس العالم ومراكز متقدّمة في بقية البطولات الكبرى، ونتذكّر أنه في دورة طوكيو الأولمبيّة 2020 جاء بالمركز الرابع، وكذلك عدد من الدول العربيّة في أفريقيا وآسيا أصبح وجودها في كأس العالم أمرًا لافتاً، ففي آسيا هناك قطر والسعودية والبحرين والكويت، وفي أفريقيا مصر وتونس والجزائر والمغرب  قدّمت مستويات رائعة ونالت احترام المنتخبات القويّة في العالم، وفي فئة الناشئين حقق منتخب مصر بطولة كأس العالم وأذهل النقاد والجمهور بالأداء الفني المميّز، ولدينا ثلاثة منتخبات سعودية لفئات (الناشئين والشباب والكبار) كانت قد شاركت في عام واحد (2023) في ثلاث كؤوس للعالم، كُل هذه مؤشرات إيجابيّة تفيد بوصول المنتخبات العربيّة إلى العالميّة.

بطولة كأس المنتخبات

وكشف رئيس الاتحاد العربي لأوّل مرّة أنه يتمّ التخطيط حاليًّا لتنظيم بطولة كأس المنتخبات العربيّة والتي ستجهِّز فرق العرب لبطولة كأس العالم المقبلة في كانون الثاني 2025، ومن المؤمّل أن تسترعي البطولة اهتماماً إعلاميًا كبيراً يرتقي لأهميّة الحدث بقيمته الفنيّة العالية.

الانطباع الحسن

واختتم فاضل آل نمر حديثه بالقول: نغادر العراق على وقع ذكريات جميلة من حفاوة الاستقبال وروعة التنظيم وكرم أهله وتعاون الصغير والكبير من أجل الارتقاء باللعبة تركوا انبطاعًا حسناً عن استعدادات أية مدينة عراقية مثل النجف لتضييف الأحداث الرياضيّة بالجودة المطلوبة، فلم نواجه أية مشكلة ولا توجد ملاحظات فاقعة، ولم نتلقَّ أي شكوى من أي وفد، وهذه فرصة لتقديم الشُكر للاتحاد العراقي لكرة اليد والأجهزة الحكوميّة المحليّة في محافظة النجف أملاً بلقاءات أخرى بين أهلنا الطيبين في العراق.  

أنشر عبر

شاهد أيضاً

تأهّل “فرمان وعبيد” إلى نصف نهائي غرب آسيا بالسكواش

  الوفود المشاركة تشيد بدعم ورعاية الأولمبيّة للبطولة   بغداد/ فوز شهد اليوم الثاني من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *